بقلم : د. شيرين الجلاب ايها العابث أتدري من تكون ؟ يامن سواك ربك في باطن الارحام وبحبل الوداد وهبك الوجود وافرز في روحك ترياق الرحمات وفي أولى لحظاتك أنطقك بالبكاء لتعلن للدنيا بقدومك الوفاء أشرقت عيناك في جوف أحضانها و ببسمة وعهد سلكتما الطريق وبدون ملل انحنى القوام واقتلعت ورداتها لتنبت زهراتك تمتص رحيقها بغية النماء ولم تعبأ يوما لوهن الإنحناء وظللت تنهل لتروي الصخور وتنبت الزهور بدماء الضعفاء وعندها يا ناكر المنح والمعروف يتبدل حالك دون خجل أو خوف ما عاد يشغلك حالك كيف كان وكيف بنيت قلاعك على أطهر أطلال وسرت معميا بزيف الكبرياء ونسيت يا مسكين تكوينك الثمين يا خلطة الماء والطين لم تكن يوما هدف أو مبتغى ثمين تمر بك الايام وتغافلك الشهور فتخدعك القوة وتفاجؤك السنون ويسري الانحناء يعانق الغرور ونور الشيب يغزو شبابك المزعوم وعندها يا هذا تستشعر السقيع في جمرة النيران ترهب الأركان وتدفع الجدران تسكن الذكرى وتنعي ماكان تناجي الدموع تشتهي البكاء لتجدد الوجود في باطن الرحم فتجيبك الآهات الكل قد رحل ودورك مرصود فاخضع وانتظر والآن يا هذا ستدرك البشاعة وقسوة الأيام وتشتهي السماح والعوده للارحام بكاؤك يومها أملا كي تعود لخلطة التكوين من الماء والطين أفق يا مسكين قبل أن يسلبك السكين